خلاصة بحث د. محمد بن يحيى آل مفرح

مبتكر ومؤسس مركز أبحاث تطوير الترفيه

(الخلاصة الجوهرية)

كما أنه من المتاح أنْ يتمّ توصيل الطلبات والوجبات إلى مكانك.. والتسوق الالكتروني في أي وقت..  

وكما سهلتْ لنا شركات مثل (أوبر وكريم) الحصول على خدمة المواصلات في كلّ وقتٍ ومكان تقريباً..

وكما تتوفر القهوة بأنواعها في كلّ مكان تقريباً..

وكما يمكن أن نجد أغلب الخدمات على الهاتف..

فهل حان الوقت: لنوفرْ وسائل وخدمات الترفيه المباشرة التي تسعدنا وتفيدنا:

                         لكلّ أحد.. في كلّ وقت.. وكلّ مكان.. بتكلفة اقتصادية؟!..

(المقدمة الدرامية)

(الترفيه) رغبةٌ يشترك البشر في الحاجة إليها باختلاف أجناسهم وأعمارهم وانتماءاتهم..

ويساعد في توطيد العلاقات الاجتماعية فيما بينهم..

ويتيح التعلم والتعرف على الثقافات الأخرى بشكلٍ واسع..

لأنه  نشاط اختياري مقبول وممتع للفرد (والمجموعة)..

ولأنه يرتبط بقيمة اجتماعية أو ثقافية أو تعليمية أو رياضية أو سلوكية أو غيرها..

ولذلك فهو متداخل مع كلّ مفاصل الحياة.. وليس مجرّد ضياعٍ للوقت..

(المشهد الأول)

حين انطلق مشروع (Booking.com) أصبح من السهل أنْ تجد حجزاً في الفنادق في أي وقت وتجد المعلومات متاحة لك

لتختار ما تريد وفق السعر والمكان والمستوى..

ويمكننا أن نعتبر هذه الخدمة (الجيل الأول) من الخدمات التي تُلبى وفق الطلب..

وحين انطلق مشروع (Amazon.com) وما تبعه من مشاريع مثل (Souq.com) أصبح من السهل أن تتسوق في أي وقت وتختار ما ترغب شرائه وفق سعر وتقييم واضح ونظام دفع آمن.. ليصلك في وقتٍ محدد.. ويعطيك فرصة أنْ تعرض وتبيع أيضاً إنْ كنتَ مؤسسة ذات منتجات..

ويمكننا أن نعتبر هذه الخدمة (الجيل الثاني) من الخدمات التي تُلبى وفق الطلب..

وحين انطلق مشروع تطبيق Uber و Careem وما يماثلهم غيروا قواعد السوق وقاموا بصناعة واقع جديد تجد فيه سيارة توصيلك بسهولة حيثا كنت.. في أي وقت.. وبتكلفة مناسبة وموثوقية.. وتتجنب فيه التفاوض على السعر والخوف من سوء الخدمة أو غير ذلك..

إضافة إلى كونك ستجد فرصة للعمل الحرّ وزيادة دخلك كفرد وفق اشتراطات محددة.. في أي وقتٍ أيضاً..

ويمكننا أن نعتبر هذه الخدمة (الجيل الثالث) من الخدمات التي تُلبى وفق الطلب..

(انطلاقة الجيل الرابع)

الخدمة وفق الطلبOn-Demand Services  في قطاع الترفيه.. يمكن أنْ تنطلق لتعالج ظواهر كثيرة – وتحديات متكررة – في حياتنا اليومية.. من أهمها الظواهر والتحديات التالية:

* ظاهرة ارتفاع تكلفة الحصول على وسائل الترفيه، وصعوبة إيجاد الوقت الذي يمكنك أن تكون فيه سعيداً مع عائلتك أو أصدقائك.

* ظاهرة أنّ كثيراً من خيارات الترفيه المتاحة لا تتناسب في الغالب مع رغباتنا واحتياجاتنا المرتبطة بالعمر والجنس وطبيعة الحياة الوظيفية والاهتمامات.. ولا نتحكم في وقتها ومكانها وتكلفتها.. وأنّ كثيراً من الناس الذين تجاوزوا -سنّ الطفولة- لا يجدون وسائل وفرص الترفيه المناسبة لهم..

* ظاهرة أنّ كثيراً من أصحاب المواهب والمهارات لا يجدون فرص عمل مناسبة لهم.. مع أنّ كثيراً من الناجحين في أعمالهمْ يعتمدون على مهاراتهم وعلاقاتهمْ أكثر من تخصصهم.. والمشكلة أن عدداً كبيراً من التخصصات اليوم يواجه مشكلة عدم توفر فرص عمل للخريجين من التخصص.

* ظاهرة أن كثيراً من الأصول الحكومية ذات الطابع الترفيهي شبه معطلة أو لا تقوم بدوها على الشكل الأمثل.. مثل الحدائق العامة والمراكز الشبابية والأندية الرياضية والشواطئ الممتدة وغيرها. 

كواليس (عالم واحد.. بدلاً من عالمين!)

عند دراسة وتحليل عدد من الظواهر التي سبق الإشارة إليها نجد أنّ حياتنا اليومية تتوزعْ بين عالمين شبه منفصلين:

العالم الأول:

(عالم الانتاجية) أثناء وجودنا في المنزل والمدرسة والعمل والمستشفى وغيرها.. حيث نشأنا على أننا يجب أن نتقيد بقوانين محددة.. وأنّ هذه القيود هي الطريق الوحيد للوصول إلى النتائج والأهداف الهامة مثل التفوق الدراسي والانضباط الأسري والمحافظ على وقت العمل اليومي وغير ذلك..   

العالم الثاني:

(عالم السعادة) .. والذي ارتبط في أذهاننا -بسبب ما نشأنا عليه- أنه لا يأتي إلا عند شعورنا بالتحرر من دائرة قيود عالم الانتاجية.. وذلك حين نتجه إلى السوق والمدن الترفيهية والشاطيء والاحتفالات والنادي الرياضي، وحين نقضي الوقت مع الأصدقاء وفي الاحتفالات والمسرح وغير ذلك..

(السؤال الذي يفرض نفسه):

هل يمكن أن نعيش حياتنا اليومية في عالمٍ واحدْ يجمع بين السعادة والانتاجية..؟!

(المشهد الأخير)

فكْر (خدمات الترفيه وفق الطلب On-Demand Entertainment) يجبْ أنْ ينطلق ليصنعَ واقعاً جديداً

تجد فيه وسائل وخدمات الترفيه في أي وقت تحدده أنت..

وحيثما كنت في المكان الذي تحدده أنت..

وبتكلفة مناسبة تأجيرية فلستَ مضطراً للشراء دائماً..

مع إمكانيات التقييم وضمان الجودة والموثوقية والتطوير الدائم..

وستجدُ الشخص الذي يعلمك أو يشاركك الاهتمام والمرح التفاعلي..

فكْر (خدمات الترفيه وفق الطلب On-Demand Entertainment)

يجب أن ينطلق ليفتح لكلّ فردٍ ومؤسسة

-دون أي اشتراطات معقدة- إمكانية العمل الحرّ وزيادة سعادتهم وعلاقاتهم ومشاركاتهم المجتمعية ودخلهم المالي والمشاركة في الدورة الاستثمارية الترفيهية.. في الوقت والمكان الذي يناسبهم وتناغم مع متطلباتهم واحتياجات مجتمعهم..     

ويصنعُ أفقاً جديداً يكون أفراد ومؤسسات المجتمع همْ المستثمرْ والمورّد والعميل

والقائم بالخدمة..

فكْر (خدمات الترفيه وفق الطلب On-Demand Entertainment) يعتبر (مصنعُ المستقبل) الذي ينتج قوة خارقة هي ثمرة انصهار (الموهبة والقدرات البشرية) مع (التخصصات العلمية) ومع (الثورة التقنية).. ويرسم خارطة الوصول إلى العالم الموازي: (عالم ترفيهي).. الذي يدمج السعادة والانتاجية..

(ثورة الترفيه وفق الطلب)

• (الترفيه) يمنح فرص الاكتشاف والتميز والمعرفة في الحياةِ المستقبلية (للصغار والشبابِ) وفرص التوازن والمتعة (للبالغين والكبار)..

• (الترفيه) يقوم على توفير البدائل ذات القيمة على حساب البدائل التقليدية مثل تطوير العديد والكثير من الأماكن والأنشطة والبرامج الترفيهية التي ترفد وتحرك السياحة والخدمات المتنوعة.. 

• (الترفيه) طريقة أمثل لتطوير الجانب التربوي ودعم العملية التعليمية وصناعة النموذج الناجح القائم على المهارات والايجابية وتعزيز القيم ونشر الأفكار الجميلة البنَّاءة في المجتمع..

• (الترفيه) يساهم في اكتشاف المواهب والقدرات الاحترافية وتطوير الأداءِ والسلوكيات وتأهيل القادة والمخططين في مختلف بيئات العمل..  

• (الترفيه) يفتح آفاق التجديد والابداع والتنويع والتطوير في الخدمات أمام القطاعين العام والخاص وكلّ فئات المجتمع لإثراء الحراك الفكري والاقتصادي والاجتماعي

• (الترفيه) يساهم في إنتاج وتوفير المزيد من المواد والبرامج التي تناسب رغبات الأفراد والمجموعات في قطاع الاعلام

• (الترفيه) يفتح المزيد من فرص وقنوات الاستثمار وفرص العمل الوظيفي وفرص العمل الحرّ (للمبادرين والمستثمرين)..  

• (الترفيه) يساعد في نقل وتبادلِ الخبرات والتجارِب والمعرفة المتخصصة والعامة التي تسهم بدورها في الوصول إلى المستويات الناجحة والمقاييس العالمية في شتى المجالات.. 

د. محمد بن يحي آل مفرح

مبتكر منظومة الترفيه وفق الطلب

www.mohammed-mufarreh.com