آفاق الاستدامة المالية والاستثمار في المناطق المحمية

Sustainable Financing of Protected Areas

(المحميات الملكية والطبيعية – الغابات والمتنزهات الوطنية)

 د.محمد بن يحيى آل مفرح

مستشار استدامة واستثمار الأصول الحكومية

الاستثمار لوحده لا يكفي:

قبل أكثر من 20 عاماً توصل المختصون إلى أنّ: (الاستثمار غير كافٍ في حفظ المناطق المحمية، ولا بدّ من اتباع نهج مبتكر لتوليد التمويل الإضافي المطلوب لضمان الحفاظ على التنوع البيولوجي -الحياة الطبيعية- ذي الأهمية العالمية والوطنية والمحلية)، في المؤتمر العالمي الخامس للمنتزهات IUCN (ديربان، سبتمبر 2003) والاجتماع السابع لمؤتمر الأطراف (COP) لاتفاقية التنوع البيولوجي (كوالالمبور، فبراير 2004).

الأدوات الأساسية للاستدامة المالية:

هل يمكن حماية 30٪ من أراضي الوطن بحلول عام 2030م؟

على الرغم من التقدم الكبير في توسيع المناطق المحمية على مستوى الوطن وعلى المستوى العالمي، فإنّ الموارد المطلوبة لإنشاء أو توسيع مناطق محمية جديدة وضمان الإدارة الفعالة للمحميات الموجودة غالبًا ما تكون غير كافية ولا تحقق جميع أهداف الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة والإدارة.. ومن هنا تبرز أهمية تبني جميع أدوات الاستدامة المالية في مراحل مبكرة من تأسيس المناطق المحمية وإدارتها. 

أدلة مهمة لتأهيل مسئولي إدارة المناطق المحمية:

1. في عام 2006م قام الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة IUCN بإصدار دليل بعنوان:

Sustainable financing of protected areas : a global review of challenges and options

(التمويل المستدام للمناطق المحمية: مراجعة عالمية للتحديات والخيارات)

1. في عام 2021م قام البنك الدولي بإصدار دليل أطلق عليه:

Securing Sustainable Financing for Conservation Areas: A guide to project finance for permanence

(تأمين التمويل المستدام للمناطق المحمية: دليل تمويل المشروع من أجل الاستدامة)

أحدث المناهج المعتمدة من البنك الدولي للاستدامة المالية في المناطق المحمية:

"تمويل المشروع من أجل الاستدامة (PFP) Project Finance for Permanence

طوّر مجموعة من المتخصصين في البيئة والمالية والإدارة في عام 2011م هذا النموذج بهدف تحقيق الاستدامة البيئية والاجتماعية والسياسية والتنظيمية والمالية للمناطق المحمية، بناء على الدروس المستفادة من عدة تجارب عالمية ناجحة مثل تجربة المناطق المحمية في الأمازون، ويعتبر PFP منهج مدروس وشامل للحفاظ على البيئة المستندة إلى طبيعة المنطقة والجمع بين مصادر التمويل المختلفة لضمان تحقيقها، وتقوم العديد من الدول حالياً على تطبيقه واكتشاف إمكاناته لأنه يساهم في جهود تحقيق التمويل المستدام للمناطق المحمية في جميع أنحاء العالم.

أحدث الممارسات المعتمدة من اليونسكو لتعزيز الاستدامة الاقتصادية:

Global GEOPARKS شبكة الجيوبارك العالمية     

اعتمدت اليونسكو تصنيفاً ثالثاً باسم (الجيوبارك) في العام 2016م، وتعني تسجيل منطقةٍ ما واعتمادها بوصفها منطقة حياة بشرية وطبيعية مع خطة استدامة استراتيجية، مبنية على الحماية ووجود بصمة خاصة ثقافية وطبيعية، ويُشترط لاعتبارها (جيوبارك) أن يتمّ إشراك المجتمع المحلي في إدارتها وإثرائها بالأبحاث والتعليم المستمر والسياحة الطبيعية. ومنذ اعتمادها سجلتْ اليونسكو 177 جيوبارك حول العالم موزعة على 46 دولة -ليس منها المملكة العربية السعودية- يعيش فيها أكثر من 60 مليون إنسان، وسجلتْ عوائد اقتصادية مرتفعة ومتزايدة، على سبيل المثال: شبكة الجيوبارك في الصين تحقق دخلاً سنوياً مباشراً يزيد عن ملياري دولار. 

مقترحات تشجيع الاستثمار ونماذج تنمية الموارد المالية للمناطق المحمية:

صلاحية تأسيس شركة ذات غرض محدد وامتلاك سجل بملكية 100%

تسجيل واستثمار الأسماء التجارية

مشاركة القطاع الخاص في تطوير وتشغيل حلول الكترونية متخصصة

منح امتيازات مقابل الخدمات التعاقدية من المقاولين أو المنح المالية الأهلية

اعتماد مشاريع المبادرات النوعية (بيئية / اجتماعية / علمية / استثمارية) الفردية أو المؤسسية بشكل مباشر   

 منح المستثمر مدة استثمارية تتناسب مع حجم الاستثمار والعائد المدفوع للمنطقة المحمية، من الاستثمار طويل الأجل إلى الاستثمار المؤقت (السماح بالتأجير المؤقت بشكل يومي أو أسبوعي أو شهري أو حسب المناسبات)

منح حوافز للعاملين في إدارة المحمية بنسبة من العوائد المالية السنوية المحصلة.

التعاقد المباشر مع شركات الإدارة العقارية وإدارة الأصول وشركات التسويق التي لديها الرغبة والقدرة في تولي التشغيل مقابل نسبة من العوائد.

تقديم استثناءات للمشاريع غير الهادفة للربح.

التأجير لكل فرد أو مؤسسة يريد الاستفادة من موقع محدد، دون قيود أو شروط.. على أن يكون الغرض ليس مخالفاً للنظام.

إطلاق برنامج عضوية خاصة سنوية.

السماح لمستثمري الحطب بالاحتطاب في مواقع محددة مقابل زراعة نفس هذه المواقع ورعايتها ومضاعفة الغطاء النباتي فيها.

السماح للرعاة بالرعي في مواقع محددة مقابل زراعة نفس هذه المواقع ورعايتها ومضاعفة الغطاء النباتي سنويا فيها. \

السماح بالتخلص من النباتات الضارة التي تؤثر على البيئة مقابل استفادة المقاول منها.

السماح باستقطاب وعمل إعلانات ومنتجات إعلامية لمشاهير عالميين ومحليين مقابل عوائد مالية أو ترويج للمنطقة المحمية.

من منابع الموارد المالية:

تربية النحل.

دخول الكهوف.

الصيد.

ركوب الدراجات.

إقامة الحفلات

استخدام طائرات الدرون

إقامة ملتقيات وندوات ومناسبات.

عمل الأفلام والتصوير.

جمع أخشاب الغابات

البحث عن المعادن أو الأحجار الكريمة وما شابه.

الطيران الفردي الشراعي

ركوب الخيل

نشاطات التدريبات

إقامة مسابقات

التخييم والكرافانات.

مناطق للمشي

مناطق للتسلق والمغامرة ضمن درجات مختلفة من التحدي

أماكن للتنزه

منطقة للألعاب

مكان يمكن منه مشاهدة النجوم من خلال مناظير

الجولات سياحية

مساحات للمقاهي (كوفي شوب) والمطاعم والأكشاك

محلات بيع وتقديم خدمات ومنتجات متنوعة

السوق الشعبي

المسرح

نموذج تأثير المناطق المحمية على الاقتصاد الأمريكي:

في ٢٠١٩ تم تعداد أكثر من  327 مليون زائر للمتنزهات الوطنية (والتي تعدّ مناطق محمية طبيعية) في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد أنفقوا أكثر من 21 مليار دولار.

في نموذج "الأولويات الاستراتيجية" لمتنزه يلوستون في أمريكا تم شرح خمس أولويات كالتالي:

التركيز على الجوهر (تحسين ظروف العمل والمعيشة للعاملين، وكفاءة إدارة الموارد المالية)

تعزيز النظام البيئي للمتنزه والموارد التراثية به

تقديم تجربة زوار عالمية المستوى

الاستثمار في البنية التحتية

بناء تحالفات وشراكات وعليه فقد حقق المتنزه إيرادات سنوية تقارب نصف مليار دولار ومكانة عالمية كبيرة.

نموذج لأهداف المناطق المحمية المرتبطة بالاستدامة المالية في نيوزلندا: 

أن تتمكن شعوب الـ  Whānau و hapū و iwi من ممارسة مسؤولياتهم كحراس للموارد الطبيعية والثقافية على أراضي ومياه المحميات العامة.

أن يصبح 90 ٪ من سكان نيوزيلندا يعتقدون أن تأثير الزوار على أراضي المحميات العامة والمياه يدار بشكل جيد للغاية.

أن تعد البيئة الفريدة لنيوزيلندا وتراثها أساسًا لنجاحنا الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.

أن يتواصل 90٪ من النيوزيلنديين مع الطبيعة والتراث بطرق تعمل على تحسين رفاهيتهم.

أن يتخذ 80٪ من سكان نيوزيلندا إجراءات لحماية واستعادة واستدامة الطبيعة والتراث.

نماذج الدول في تنويع مواردها المالية لإدارة المناطق المحمية (المتنزهات الوطنية):

نموذج وقف المتنزه الوطني" بأمريكا  National Park Foundation:

رؤية الوقف تمّ تلخيصها في: "إلهام جميع الناس للتواصل مع المتنزهات الوطنية الأمريكية وحمايتها".، تم تقسيم الشراكات الى:

• شراكات مجتمعية (مثل تحالف أصدقاء المتنزهات أو جمعية أصدقاء المتنزهات)
• شراكات مؤسسية (مثل شركة كوكا كولا وشركة سوبارو وغيرهم)

يعلن الموقع الرسمي للوقف الخطة الاستراتيجية الخمسية 2018 – 2023 وهي من 13 صفحة، وتوضح الأهداف المطلوب تحقيقها للمتنزهات الوطنية والمبادرات (أو البرامج) اللازمة للوصول لتلك الأهداف كما تحدد المبالغ اللازم رصدها لكل مبادرة (يتراوح كلفة كل برنامج ما بين مليون دولار وعشرة ملايين دولار أمريكي).

 المجالات الرئيسية السبعة لعمل "وقف المتنزه الوطني":       

- حماية المرونة والاستدامة

- مشاركة الشباب وتعليمهم

- تسخير التكنولوجيا في حماية مستقبل المتنزهات

- حماية التاريخ والثقافة

- توفير تجربة استكشافية خارجية للجميع

- المحافظة على الحياة البرية والمعالم الطبيعية

- تنمية قدرة الشركاء من مجتمعات أو قوة عاملة

أفكار في تنمية الموارد المالية:

    - إنشاء جمعيات أصدقاء المنطقة المحمية 

    - إقامة برامج التعليم بالترفيه في الطبيعة

    - إقامة الأنشطة الترفيهية الصديقة للبيئة

    - الشراكة مع وزارة الثقافة لإقامة الأنشطة الثقافية الصديقة للبيئة

    - الشراكة مع وزارة الرياضة لإقامة الأنشطة الرياضية الصديقة للبيئة

    - الشراكة مع وزارة السياحة لإقامة الأنشطة السياحية الصديقة للبيئة

    - الشراكة مع وزارة الاعلام للتوعية وزيادة وعي ومعرفة الناس بالبيئة

    - الشراكة مع الجهات الأمنية للتوعية الوقائية والتعاون في حفظ البيئة

    - الشراكات مع الجمعيات الأهلية والمشاريع الخيرية والتطوعية للقيام بأدوارهم المختلفة من خلال المناطق المحمية 

    - الشراكات لإقامة المتاحف البيئية المتخصصة

    - فعاليات التطوع في التشجير

    - الفعاليات الوطنية والدينية والموسمية

    - مسابقات المهارات (التصوير والرسم والشعر..إلخ)

    - تأجير مساحة لإقامة المعارض

    - تأجير مساحة مخصصة للأفراح والمناسبات الفردية

    - التبرعات والمنح الخيرية المالية وغير المالية

    - منح الامتيازات التجارية

    - إقامة استثمارات مباشرة لصالح نفس المنطقة المحمية

    - تقديم خدمات متميزة للمجتمع

•       تقليل تكاليف الصيانة والتشغيل

   -   تعزيز العمل التطوعي

13 خطوة عملية لبناء الاستدامة المالية في المناطق المحمية:

محمد بن يحيى آل مفرح

مستشار الاستدامة والاستثمار للأصول الحكومية

مدير عام الإدارة العامة للمتنزهات الوطنية وإدارة الاستثمار بمركز الغطاء النباتي

مطور منصة ترفيهي بارك التي تضم بيانات أكثر من 16,500 حديقة ومتنزه حول العالم

الجوال 0554627222                 Mym32327@gmail.com

لتحميل الملف يمكنك الضغط هنا