يبقى كبار السن في حال فراغٍ واسترخاء ومللٍ لفترات طويلة مما يسبب معاناتهم الصحية والنفسية غالباً.. وكأنه قد حُكم عليهم بالإلغاء من الحياة.. أو كأنهم لا يستحقون السعادة بعد كل ما قدموه من عطاء..   

في مارس/آذار 2017 قامت المسنة اليابانية ماساكو واكاميا (81 عاماً) بإنشاء تطبيق ترفيهي لكبار السن وذلك بعدما لاحظت قلة التطبيقات الترفيهية المخصصة لفئتها العمرية.. وأطلقت لعبة "هينادان" التي تقوم على أساس المهرجان التقليدي "هيناماتسوري" الذي يحتفل به اليابانيون بداية مارس/آذار من كل سنة.. وأوضحتْ أنها أنشأت تطبيقها بعد تجاهل منشئي التطبيقات دعوتها وطلبها بإنشائها تطبيقات لكبار السن تلائم قدراتهم.

(الترفيه) يفتح آفاقاً واسعة لتجنب استسلام كبار السن لأعراض تقدم العمر والتثاقل عن الحركة والمسئوليات، حيث يواجه ذلك بالتفاعل مع الحياة وممارسة الأنشطة المتنوعة المناسبة التي تحسّن من الحالة الصحية والذهنية والنفسية.

(الترفيه) يعمل على تخفيف الضغوطات المختلفة عن كبار السنّ مثل الشعور بالضعف والوحدة والضيق، ودمجهم في المجتمع الخارجي، وإخراجهم من محيط العزلة والوحدة ، وخلق نوع من التواصل مع غيرهم ممّنْ همْ في أعمارهم، وكسْر روتينهم اليومي من خلال برامج تستهدف هذه الفئة العمرية على وجه التحديد.. وإشغال وقت فراغهمْ بأمور تحظى باهتمامهم ومتعتهم وتزيد ثقتهم بأنفسهم إلى جانب رفع معنوياتهم بدلاً من انصرافهم للانشغال أو إشغال من حولهم بمشكلات تباين الأجيال.

(دراسة) توصلت دراسة أجرتها جامعة ‫كوينزلاند الاسترالية إلى أن الأنشطة الجماعية تحدّ من التدهور الذهني ‫لدى كبار السن، وأنّ تأثيرها يزداد ‫وضوحاّ مع التقدمْ في العمر.. ‫وأنّ المسنين الذين مارسوا الرياضة لمدة عام، تحسنتْ ذاكرتهمْ ودرجة تركيزهم بشكل كبير.

ولكنْ ما هي النشاطات الترفيهية التي يمكن لكبار السن ممارستها؟

هناك الكثير من أشكال وأنشطة وبرامج الترفيه التي تناسب كبار السنّ.. وقد يكون من أفضلها ما يلي..  

الاستمتاع بالطبيعة بالخروج إلى المتنزهات والحدائق والمحميات والشواطئ.

ممارسة رياضة المشي، فقد أثبت دراسة في جامعة “ميشيجان” على مجموعة من الكبار، تم تقسيمهم إلى فريقين الأولى في أماكن ريفية والأخرى في المدينة وطلبا من كلاهما تذكر قائمة العناصر التي شاهدها، وجاءت النتيجة أن الذين ساروا في الطبيعة لديهم مقدرة أفضل عن الآخرين في التذكر بنسبة 20%..

 ركوب الدراجات من الرياضات التي تقوي البنية الجسدية للكبار.

قضاء وقت مع العائلة أو الأحفاد أو الأصدقاء في اللعب والعمل على حلّ الألغاز والقراءة والصيد..

الاشتراك في أندية خاصة لفئات عمرية من الكبار لقضاء الوقت وتبادل أحاديث الذكريات..

فكرة ترفيهية

يحظى كبار السنّ أياً ما كان مستوى ثقافتهم ومجتمعهم بالخبرة الطويلة في الحياة..

ومع وجود فجوة تواصل واتصال كبيرة بينهم وبين الجيل التالي من الأبناء والأحفاد..

فابتكار أنشطة وأشكال الترفيه المناسبة سيكون وسيلة ممتازة لاستخراج وتبادل هذه الخبرات بين الكبار والصغار.. بشكلٍ دائم..

يمكن طرح أسئلة حول مشاكل حياتية معتادة على الكبار والصغار وطلب معرفة الحلّ الأمثل

يمكن طلب مواقف وكيف يتمّ التصرف فيها: موقف محرج – موقف طريف – موقف حزين.. وأيضاً تكون على شكل تحدي بين الكبار والصغار..

يمكن طلب مقارنة بين تسهيلات التعليم في الماضي والحاضر

طلب أهمّ تاريخ في حياة كلّ واحد.. ولماذا هو مهم؟

طلب قصة حياته العملية.. كيف بدأ.. وأين وصل.. وماذا يمكن أن يفعل لو عاد الزمن؟

مثل هذه الوسائل هدفها الرئيسي تنشيط ذاكرة الخبرات لدى الكبار في إطار ترفيهي مفيد للجميع..

د. محمد بن يحيي آل مفرح

مبتكر ومؤسس منظومة (الترفيه وفق الطلب - On-demand Entertainment )