وفقاً لمكتبة موقع CIA الأمريكية التي تضمّ ترتيب كافة دول العالم في مختلف مجالات الحياة..

ستجد أن المملكة العربية السعودية من حيث المساحة : هي الدولة ال13 حول العالم بمساحة 2,150,000 كلم2 تقريبا..ووفق إحصائيات (الاتحاد العقاري في الدول الإسلامية) تعتبر المملكة الدولة الثالثة من ناحية أكبر الدول مساحة في منظومة دول منظمة التعاون الإسلامي.. ونحن الدولة رقم 47 حول العالم من ناحية عدد السكان..

في بلادنا والحمدلله ملايين المواطنين الذين يحضون بمستويات مرتفعة من الدخل والتعليم والمعيشة..   لذلك يجب أن نطرح السؤال المهم: أين نحن من حيث الأنظمة والبرامج والخطط والقرارات البلدية.. والتي يبنى عليها كل ما يتعلق بالنهضة العمرانية وحياة الناس ومعيشتهم الطيبة وتوفير الخدمات اليومية التي يتطلبونها؟..

دعوني أوضح نقطة: علاقتنا اليومية بأغلب قطاعات الحكومة والوزارات هي علاقة غير متكررة..أما علاقتنا بالخدمات البلدية التي تقدمها وتقودها وزارة الشؤون البلدية والقروية وكياناتها المتمثلة في أمانات المدن الكبرى والبلديات الرئيسية والبلديات الفرعية هي علاقة تحكم حياتنا اليومية بنسبة كبيرة.. نظام ورخصة منزلك الذي تسكن فيه،  نظام ورخصة المحلات التي تفتحها أو تشتري منها، نظافة الشوارع والمرافق التي تمرّ بها كلّ يوم، الحدائق والشواطئ التي تخرج إليها، المطاعم التي تأكل منها..

 كثير من الخدمات التي تعجبنا أو لا تعجبنا مرتبطة بالبلدية..  وأغلب من يسافر ولديه قدر من الاطلاع والثقافة يطالب دائماً أن تكون هناك مزيد من الخدمات من قبل البلديات، وأن تتحسن أنظمتها وخدماتها.. 

بعد قرار مجلس الوزراء في عام 1424هـ بتوسيع مشاركة المواطنين في إدارة الشؤون المحلية عن طريق الانتخاب.. أصبح لكل واحد دور كبير يمكنه القيام به.. يبرز من خلال مشاركتنا في إنجاح المجالس البلدية 

 نقطة مهمة..رغم كثرة التحديات.. نعترف ونشكر ما نلمسه من تطوير وعمل دؤوب تقوم به وزارة الشؤون البلدية والقروية والأمانات والبلديات التابعة لها.. في مختلف أنحاء السعودية..  ورغم أن الدورتين الأولى والثانية للمجالس البلدية لم تصل في نجاحها إلى مستوى طموح ورغبة كثير من المواطنين.. مع أن أعضاء المجالس البلدية مشكورين قدموا جهوداً كريمة في كافة مناطق المملكة..  

إلا أن الوزارة طورت وأضافت الكثير من الأنظمة للدورة الثالثة.. ولعل من أبرزها رفع نسبة أعضاء المجالس البلدية المنتخبين من النصف إلى الثلثين، وخفض سن القيد للناخب من 21 عاماً سنة إلى 18 سنة (هجرية) في يوم الاقتراع.. بالإضافة لمشاركة المرأة كناخب ومرشح (حسب الضوابط الشرعية).

كان عدد أعضاء المجلس البلدية في السعودية 2112 في الدورة السابقة..  زاد العدد في الدورة الثالثة إلى (3159) بزيادة بلغت (1047) عضواً جديداً.. فيهم بتوفيق الله العقول الهندسية والإدارية والمالية والاجتماعية وغيرها ممن نؤمل أن يوفقهم الله لدعم مسيرة التنمية والمشاركة في صناعة وتنفيذ قرارات الخدمات البلدية التي تنعكس على حياة كل مواطن ومقيم..

التجهيزات كبيرة للرجال والنساء في 1263 مركز انتخابي على مستوى محافظات المملكة.. حملات توعية إعلامية وثقافية كبيرة تقوم بها الوزارة .. ومقاطع ورسائل في كافة وسائل التواصل الاجتماعي.. وموقع الكتروني ممتاز فيه جميع الأنظمة والمعلومات -للأسف لا يلاحظ الزائر أن المجتمع مهتم بمتابعته لأخذ ما يلزم من بيانات حول الانتخابات والمجلس البلدي وكيف يكون دورنا كمواطنين تجاه هذه الظاهرة الحضارية-.. 

لذلك أقف مع  نفسي وكل مواطن مرة أخرى وأقول.. قدمت الحكومة ممثلة في الوزارة الكثير..  وجاء دورنا لإثبات جديتنا ورغبتنا في الارتقاء ببلادنا وبحياتنا ومعيشتنا بتوفيق الله  هل نحن جاهزون للمشاركة في إنجاح برنامج انتخابات المجالس البلدية؟ في انتخابات المجالس البلدية في بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية.. أوجه خمس خواطر.. 

خاطرتي الاولى موجهة لكلّ مواطن ومواطنة ولكل شاب يحق له أن يرشح وينتخب أعضاء المجلس البلدي في الدورة الثالثة.. التنمية والنهضة الحضارية في المرحلة القادمة أنت أحد أسبابها بإذن الله .. الجيل القادم سيشارك في بناء بلاده إذا قمنا نحن في هذا الجيل باستشعار المسؤولية وقررنا العمل بجدية وإيجابية وانطلق كل فرد منا ليسجل نفسه كناخب.. حتى يكون مؤهلا ليرشح لاحقاً الشخص الأجدر بخدمة بلاد الحرمين..  كل بيت الأن يجب أن يسجل نفسه حتى يشارك في بناء المجلس البلدي بشكل صحيح حين نختار المرشحين المناسبين.. ثم سنطالب المجلس البلدي بأن يساهم في سعادة كلّ بيت بإذن الله.. 

ولأكن واضحا أيضا: ماذا قدمت المجالس البلدية سابقا للمرأة؟ وماذا قدمت للشباب؟ ربما بذلوا جهدهم ولكن النتائج محدودة جدا..  يجب مواجهة الحقيقة: لن يتغير الأمر ولن يحظى الشباب ولا المجتمع بمزيد من الخدمات أو الاستماع إلى صوتهم إذا لم يخطُ الخطوة الأولى ويذهبوا لتسجيل أنفسهم كناخبين لهم حقّ التصويت للأفضل.. حتى يكون لهم غدا أحقية اختيار المرشحين المناسبين لتمثيلهم وإيصال احتياجاتهم ورغباتهم.. 

في بيئتنا الاجتماعية والبلدية اليوم.. صوتك لم يكن مهما ولا مسموعا ولا متاحا له المشاركة في الماضي..  أما في المستقبل: الباب متاح لك للمشاركة.. ولذلك إذا كان أبناؤك مستقبلا غير راضين عن بيئتهم فإنك أنت السبب.. لأنك حينما أتيح لك الذهاب للتسجيل والمشاركة في الانتخاب لم تعرف قيمة وأهمية صوتك.. 

لنتذكر.. الدول المتقدمة ليس لديها فقط حكومات ناجحة.. وإنما لديها شعوب واعيه تعرف حقوقها وتشارك في بناء مجتمعها بالطريقة التي ترغب أن تعيشها..

د. محمد بن يحيي آل مفرح

مبتكر ومؤسس منظومة (الترفيه وفق الطلب - On-demand Entertainment )