في العمل.. نشتكي من ضعف الانتاجية والولاء.. رغم تزايد برامج التحفيز والرقابة وغيرها..

في التعليم.. نشتكي من ضعف المخرجات والتخصصات.. رغم تزايد الأبحاث والأدوات..

في المنزل.. نشتكي من ضعف العلاقات الأسرية.. رغم تزايد الوعي والوسائل المساعد على تقويتها..

في العالم.. نشتكي من تزايد البطالة والفراغ.. رغم تزايد فرص العمل ووسائل التقنية واستشراف المستقبل..

في اعتقادي أنّ السبب في كثير من هذه الشكاوى هو الانفصال الذي صنعه البشر بين (العالم المعيشي) وأسميه (عالم الإنتاجية) وبين (عالم الترفيه) وأسميه (عالم السعادة).. حيث توارثنا جيلاً بعد جيل.. أنّ (سعادتنا) لا تحصل إلا حين ننفصل عن القيود التي تفرضها علينا معيشتنا في المنزل والمدرسة والعمل (حيث يجب أن نركز على زيادة الانتاجية فقط)..

الحقيقة أننا يجب أن نعيش في عالم واحد حيث ترتبط السعادة بالانتاجية لتصنع عالماً أفضل.. وحياة أجمل..

وهذا ما يساعدنا على تحقيقه (الترفيه) الذي يُمكنْ أنْ يحدثَ فرقاً إيجابياً وتغييراً أفضلْ في كثيرٍ من مجالات الحياة اليومية وقضايا البشرية.. وفيما يلي نماذج وإشارة إلى أهمها:

1. مجال التحفيز ورفع الانتاجية الفردية: تبحث المؤسسات بشكلٍ دائم عن حوافز لرفع مستوى الولاء والانتماء والانتاجية لدى منسوبيها.. (الترفيه) بطرقه المتنوعة المستدامة تحقق ذلك حيث أنها ستُخرج الأفراد من النمط التقليدي في الحياة العملية إلى نمط أكثر متعة وإبداعاً..

لا سيما وأنّ الترفيه لا يمكنْ حصْر أشكاله وأنشطته وأنواعه..

ويمكنْ أن يتناسب ويحقق أهداف الكثير من بيئات العمل أياً ما كان أهدافها..     

1. مجال التوعية العامة: عندما تُقرر المؤسسات الحكومية أو شبه العامة توعية الجماهير ولفتَ انتباه عدد من الناس لقضيةٍ ما.. أو تغيير سلوكياتهم في وقتٍ قصير.. يمكنْ تقديم الرسالة المطلوبة بشكلٍ ترفيهي.. ستلاحظ مثلاً أنّ كثيراً من شركات الخطوط الجوية أصبحتْ تقدم ارشادات السلامة بطرقٍ ممتعة ترتبط أحياناً بلعب كرة القدم..  

2. مجال تعزيز العلاقات الاجتماعية: الثورة التقنية جعلتْ كثيراً من الأفراد (خاصة الجيل الجديد) يدخل في عزلة تقنية بدلاً من خوض التجارب الحياتية المهمة المتنوعة التي تساعد على اكتمال ونضوج الشخصية.. وليس من السهل انتزاع الأفراد من هذه العزلة إلا في حالة وجود بديل ممتع جداً يتخطى متعة -وجود الدنيا في جهاز صغير- بين يديه.. وهذا أمر يمكن جداً أن تحققه أنشطة الترفيه التفاعلي الحركي لأنها شيء لا يمكن أن يجده أبداً الفرد في التقنية.  

3. مجال الثقافة الرياضية والتوعية الصحية: تتبنى الحكومات دعم المجالات الرياضية لأسباب عديدة منها دعم الصحة العامة والحياة الايجابية للناس، ومحاربة الفراغ وإشغال أوقاتهم وتوجيه طاقتهم –خاصة الشباب- في أنشطة نافعة..

ومع ذلك ما زال فكر الأغلبية محصوراً في الرياضة التقليدية أو يكتفي بالمشاهدة فقط لرياضات مشهورة مثل كرة القدم.. من شأن الترفيه أنْ يتدخل ليحقق نقلات نوعية في هذا المجال.. وينقله لآفاقٍ واسعة جداً..

1. مجال التعليم وتنمية المهارات ونشر الثقافة والمعرفة: في الوقت الذي تخوض فيه كثيراً من الجهات المعنية بالتعليم في أغلب دول العالم تحدياً وحراكاً سريعاً للتجاوب مع كثرة تذمر المجتمعات من أنّ التعليم ما زال يتمّ بطرق تقليدية..

فإنّ الترفيه يمكن أنْ يتدخل لتلبية تطلعات الطرفين بشكلْ رائع..

بل ويمكنْ أن يُحدث نقلة كبيرة في موضوع اكتشاف المواهب مبكراً..

ويقدم الكثير من الوسائل لتنمية المهارات الفردية والجماعية..

ويبدع المشاريع النوعية التي تسهم في نقل المعرفة والارتقاء بالثقافة المجتمعية..

ولنْ يقفَ الترفيه عند ذلك..

فهو يمكن أن يتدخل وينجح بجدارة في تنشيط العمل التطوعي..

ويمكنه الوصول ببرامج إعادة التأهيل إلى نتائج مذهلة..

ويقدم لكبار السن في المجتمع فرصاً عديدة لقضاء الوقت والعمل كما يوفر ذلك تماماً لصغار السنّ والمراهقين..

الترفيه عالم واسع وبحر زاخر بالدرر التي تُزين كلّ مجالٍ يشارك فيه.. وسيكون لنا مع كلّ مجال مقالاً مخصصاً لتوضيح كيفية وإمكانية دخول الترفيه عليه وزيادة النجاح في تحقيق أهدافه وغاياته.  

د. محمد بن يحيي آل مفرح

مبتكر ومؤسس منظومة (الترفيه وفق الطلب - On-demand Entertainment )