يمكن اعتبار العمل لدى شركة جوجل من أحد الأحلام التي يبحث على تحقيقها مُعظم العاملين في مجال المعلوماتية، خصوصًا أنّ صور بيئة العمل هناك مُميّزة، وذات ألوان جذّابة، ناهيك عن مكاتب العمل التي تكسر الشكل التقليدي الموجود في 99% من الشركات والمؤسسات الحكومية حول العالم.

الترفيه في بيئة العمل الحكومية أو الخاصة أو غير الهادفة للربح.. يزيد الانتاجية ويدمج الشعور بالراحة التي يجدها كلّ فرد في خارج العمل مع الشعور بمتعة الانجاز التي يجدها الفرد في العمل..  

ليس كلّ المؤسسات يجب أن تكون مثل قوقل..

يكفي إدارة الموارد البشرية أن توظف الأنشطة الترفيهية.. وتحقق نتائج مثل قوقل

شركات التدريب والاستشارات التطويرية وإدارات الموارد البشرية.. ما زالتْ بعيدة عن إدراك الدور الحقيقي للترفيه وعن تطوير وتبني أنشطة وأشكال ترفيهية مستدامة وفق احتياجاتهم يمكن أن تحقق أهداف مؤسساتهم..  

ستجد برامج كثيرة جداً.. متخصصة جداً.. متنوعة جداً.. لدى شركات التدريب والمستشارين..

ليس من ضمنها موضوع الترفيه.. بشكله العلمي

وستجد أنظمة كثيرة جداً.. مفصلة جداً.. فيها إبداعات كثيرة.. حول أنظمة الحوافز والمكافآت..

ليس من ضمنه أنظمة الترفيه.. بشكلها العملي

نموذج لخطة (ترفيه) غير موجودة لدى كثير من المؤسسات (مثل المصانع أو الشركات أو ..إلخ):

سؤال قد يبدو غريباً..

هل يمكن إقامة أنشطة (الترفيه) في الدوائر الحكومية ذات الطبيعة الخاصة مثل المحاكم والمستشفيات؟!

أو ذات الطبيعة الحساسة مثل أجهزة المخابرات والشرطة ووزارة الدفاع..؟!

أو في الشركات الخاصة ذات الأعمال الخطيرة مثل صيانة السفن أو التنقيب عن البترول..؟!

أو في المؤسسات التطوعية المتخصصة مثل رعاية مرضى السرطان أو المدمنين أو المعاقين..؟! 

ستبقى إجابة هذا السؤال العملية رهناً بقناعات قادة هذه المؤسسات.. وليس بنوع نشاطها..

أما الإجابة التي ليس فيها جدال.. فهي: نعم..

لأنّ العاملين في هذه المؤسسات بشر يحتاجون إلى ممارسة حياتهم الطبيعية التي فيها البهجة والمرح.. والدمج بين (عالم السعادة) و(عالم الانتاجية)..

ولأنّ شعورهم بالولاء والانتماء والتوازن النفسي والعاطفي والاجتماعي سيزيد مع هذه البرامج وبالتالي ستزيد مستويات الانتاجية والعطاء..

ولأنّ كمية التواصل غير الرسمي عبر الترفيه سيفتح آفاقاً من النجاحات في العمل والتطوير والانجاز.. لا يمكن إدراكها أبداً قبل أن يُطبق الترفيه في بيئات العمل فعلياً..

د. محمد بن يحيي آل مفرح

مبتكر ومؤسس منظومة (الترفيه وفق الطلب - On-demand Entertainment )