باعتبار (الترفيه) مرتبطاً بالقيمة ومتداخلاً مع الحياة.. فـ (الترفيه) يستحقّ أنْ نمنحه اهتماماً كافياً.. لأنّ له وجوداً عميقاً ومؤثراً ودوراً فعّالاً وأهمية كبرى لكلّ فرد ومجموعة في كلّ مكان وأي زمان ومهما كانت أعمارهم وأعمالهم.. حينما نحصر بعض صور هذا الوجود للترفيه.. سنجد أنّ الحياة لا يمكن أن تستمرّ دون (الترفيه).. ولنفكّر سوياً في هذه المحاور..

المحور الأول: يُعتبر (الترفيه) وسيلة للتربية والتأثير بدلاً من التلقين المباشر وخاصة عند النشء الصغير.. حين تأخذ ابنك إلى رحلةٍ لصيد السمك مثلاً فيشاهد ويشارك في الإعداد الجيد للرحلة ثمّ الصبر والانتظار في سبيل الوصول إلى النتائج.. فهذا أفضل من كثير من المحاضرات والتوجيه..

المحور الثاني: (الترفيه) يمنحك وقتاً من أجل سعادة نفسك، ووقتاً مرحاً مع أفراد العائلة، ففي غمرة الانشغالات الحياتية المتزايدة والثورة التقنية التي دخلتْ كلّ بيت.. نحن بحاجة إلى المزيد من الأفكار الترفيهية وخاصة في أنشطته التفاعلية التي تمثل عنصر جذب ونقطة التقاء تزيد سعادتنا ولقائنا مع العائلة والأصدقاء..

المحور الثالث: (الترفيه) وسيلة ممتعة لتوسيع دائرة المعارف والعلاقات.. تقول إحدى الدراسات أنّ الانسان يمكن أنْ يحقق نجاحاً فائقاً في حياته بأحد ثلاثة طرق: أن تكون لديه معرفة خاصة، أو تكون لديه مهارة خاصة، أو علاقات خاصة.. ونعلم جميعاً أنّ العلاقات أساس نجاح كثيرٍ من الأمور في الحياة، وتختصر كثيراً من الوقت للوصول إلى نتائج أفضل.. فكيف تزيد علاقاتك لتصل إلى النجاح بشكل أكبر؟

أنشطة (الترفيه) يمكن أن تساعدك كثيراً حيث يمكنك أن تتعرف على المزيد من المعارف في المناسبات العامة الترفيهية وفي الأندية الرياضية وفي المعارض وفي الحدائق وأثناء المسابقات العامة أو الخاصة وغيرها.

(الترفيه) رغبة يشترك البشر في الحاجة إليها باختلاف أجناسهم وأعمارهم وانتماءاتهم.. ولذا فهو يساعد في توطيد العلاقات الاجتماعية فيما بينهم.. ويتيح التعرف والتأقلم مع ثقافة الآخرين بسهولة..

المحور الرابع: (الترفيه) قوة تُسهم في تنمية الشخصية واكتشاف المواهب وتنمية المهارات واكتساب خبرات وأنماط معرفية جديدة..

في العالم اليوم يواجه كلّ فرد تحدياً متكرراً وهو الحاجة إلى التعامل كلّ يوم مع أمور لا تعرفها مسبقاً.. حتى أصبحتْ أهمّ مهارة هي القدرة على التعلم السريع.. ويكاد يكون (الترفيه) بصوره وأنشطته المتنوعة هو الخيار الأفضل للمساعدة على تعلم أي مهارة بشكلٍ محبب للنفس وسريع. 

المحور الخامس: (الترفيه) يساعد على تجاوز السلبيات الذهنية والنفسية التي نواجهها جراء قضاء أغلب الوقت في مواجهة ضغوط الحياة والروتين، وله العديد من المنافع الصحية حتى أنّ (المعالجة بالترفيه) تستخدم في برامج إعادة التأهيل ورعاية كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة..

(الترفيه) فرصة لإزالة الملل والكلل (بمعنى الإعياء) عن النّفس.. يجلّي عنها ضيقها، ويجعلها في حالة من الطاقة والحيوية، يغير إيقاع الحياة اليومية ويضفي البهجة على حياة الفرد فيرجع لأداء الأعمال والمهام بشكلٍ أفضل.

(الترفيه) له أنشطة عديدة (فردية وجماعية) تساعد الفرد على التخلص من الطاقة السلبية والتوترات.. وتوجهها نحو أنشطة إيجابية تلبي احتياجاته وتشعره بالرضى والراحة النفسية مما يعينه على إنجاز مسئولياته وزيادة إنتاجيته..  فيه تجديد الهمة.. والقضاء على الملل والفراغ..

هذه محاور أساسية.. إذا أضفنا إليها سؤالاً مهماً يتكرر يومياً تقريباً بأشكال مختلفة..

• كيف نقضي وقت فراغنا؟

• ما هو الجديد الذي يمكن أن نجربه ونستمتع به؟

• ماذا سنفعل في آخر الأسبوع أو الإجازة؟

• بماذا سنشغل الأطفال؟

 سنجد أنّ الترفيه.. هو ذلك العالم الواسع الذي يملك إجابات كثيرة.. رائعة.. لا تنتهي.. متجددة.. لكلّ هذه الأسئلة.. ويتصدى بجدارة كاملة لكلّ هذه المحاور.. في حياة كلّ فرد.. كلّ يوم.. 

د. محمد بن يحيي آل مفرح

مبتكر ومؤسس منظومة (الترفيه وفق الطلب - On-demand Entertainment )